الأربعاء, شتنبر 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةأخبار الشأن المحليأزمة غلاء حاد واختناق حضري وانهيار الخدمات تضع طنجة على مفترق طرق

أزمة غلاء حاد واختناق حضري وانهيار الخدمات تضع طنجة على مفترق طرق

أزمة غلاء حاد واختناق حضري وانهيار الخدمات تضع طنجة على مفترق طرق

مع اقتراب نهاية موسم الصيف لعام 2025، شهدت طنجة مجموعة من التحديات غير المسبوقة التي أثرت سلبًا على سكانها وزوارها، مما يجعل هذا الصيف من الأسوأ في تاريخ المدينة الحديث. كان من المفروض أن يكون الموسم مناسبة لإبراز “عروس الشمال” بأبهى صورة سياحية وحضارية، لكن المدينة شهدت ارتفاعات قياسية في الأسعار، ازدحامات خانقة، فوضى تنظيمية، وتراجع ملحوظ في حضور السلطات المحلية.

الواجهة البحرية للكورنيش، التي تمثل الوجه السياحي الأبرز، أصبحت مسرحًا للفوضى: باعة متجولون يلاحقون الزوار بلا ضوابط، دراجات حرة تتزاحم مع المارة، وجود مكثف لمتسولين، وبعض الألعاب الترفيهية بدون تنظيم، وسط غياب تام لإشراف ميداني يضبط هذه المشاهد التي تنعكس سلبًا على صورة المدينة.

وقال السكان إن الغلاء الذي شهدته الخدمات السياحية والإقامة فاق كل الحدود، مع أسعار تتضاعف بشكل مبالغ فيه، وتقديم خدمات متواضعة بفاتورة باهظة، في ظل غياب رقابة فعلية تعيق النزيف المالي تجاه المواطن والزائر على حد سواء.

الوضع المروري كان كارثيًا بسبب ازدحام غير منظم، ونقص وسائل النقل العمومي الفعالة، وعدم تجاوب سريع مع الطلب الكبير خلال فترة الذروة السياحية. ساعات الانتظار الطويلة وتعطل وسائل النقل أفقدت كثيرين صبرهم، خصوصًا في ظل غياب تخطيط مدروس.

ولم تسلم الظواهر الاجتماعية من التأزم، حيث انتشرت ظاهرة التسول في النقاط الحيوية، مع حالات مؤلمة لاستغلال الأطفال، ما يجعل هذه الأزمة الاجتماعية تدق ناقوس الخطر تجاه غياب استراتيجية وقاية ودعم اجتماعي.

أما الجانب البيئي، فبرزت أزمة شاطئ طنجة البلدي الذي ظل غامضًا طوال الموسم بسبب عدم وجود بلاغ رسمي يُبين صلاحيته للسباحة، ما وضع المئات في موقف حائر بين الرغبة في الاستجمام والقلق من سلامتهم.

غياب الإنارة العمومية في عدة أحياء وشوارع فرعية، بالإضافة إلى ضعف الأمن الليلي وارتفاع جرائم النشل، أثر كل ذلك بصورة ملموسة على الشعور بالأمان وعلى اختيار المدينة كمقصد سياحي في نهاية الموسم.

هذه الظروف جاءت في وقت اختار فيه رئيس مجلس المدينة قضاء عطلته في منتجعات أوروبية، مما فاقم الشعور العام بالإهمال ورداءة التدبير، وفتح باب الانتقادات الحادة على مستوى الرئاسة المحلية.

صيف 2025 لطنجة ترك وراءه إرثًا من الأسئلة المفتوحة حول قدرة المدينة على التغيير الفعلي، والعمل بروح جادة لإعادة ترتيب الأولويات، من ضبط الأسعار وتنظيم الفضاءات، إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز الأمن والخدمات، لضمان أن تحافظ “عروس الشمال” على مكانتها كوجهة سياحية تاريخية وعصرية في آن واحد.

يبقى التحدي الأكبر في كيفية استثمار دروس هذا الصيف المؤلم لتطوير سياسات حقيقية وعملية ترجمة تطلعات السكان والزوار إلى واقع يليق بهذه المدينة الفريدة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات