جدل وتوترات داخل عصبة شمال المغرب بعد إرباك مكان انعقاد الجمع العام الانتخابي
أثارت دعوة عقد الجمع العام الانتخابي لعصبة طنجة تطوان الحسيمة لكرة القدم، المزمع انعقاده في 19 سبتمبر 2025، دون الإفصاح عن مكان عقده، موجة من التساؤلات والانتقادات داخل أوساط الأندية المنتسبة للعصبة.
مصادر مطلعة كشفت لحظات قليلة بعد صدور الدعوة أن رئيس العصبة، عبد اللطيف العافية، يخطط لعقد الاجتماع في مدينة القصر الكبير، بعيدًا عن المقر الرسمي للعصبة في طنجة، وهو ما شكّل مفاجأة غير متوقعة وأثار استغراب ورفض العديد من الأندية.
خروج واضح عن الأعراف
هذه الخطوة اعتُبرت خروجًا واضحًا عن الأعراف التنظيمية المعمول بها في الهيئات الرياضية المغربية، والتي تؤكد على أهمية إقامة التظاهرات الكبرى في المقر الرسمي لضمان الشفافية وسهولة الوصول، لا سيما في مناسبة حاسمة مثل الجمع العام الانتخابي.
وتشير معلومات خاصة إلى أن اختيار القصر الكبير قد يكون مدفوعًا بعلاقات شخصية تربط الرئيس الحالي لمسؤولي المدينة، ما أثار بعض علامات الاستفهام حول الدوافع الحقيقية لهذا التغيير المفاجئ، وسط مطالبات بإيضاح الأسباب الرسمية وراء ذلك.
معارضة الأندية
من جانبها، أعربت مجموعات من الأندية، التي تشكل غالبية الأندية المنضوية تحت العصبة، عن معارضتها لهذا التوجه، مشيرةً إلى أن نقل الجمع إلى القصر الكبير يفرض تحديات لوجستية وتنظيمية جديدة، من شأنها أن تزيد من تعقيد ظروف التنظيم.
وأكدت تلك الأندية أن مدينة طنجة تمتلك جميع البنى التحتية المناسبة لاستقبال هذا الحدث الانتخابي الكبير، إضافة إلى التسهيلات الأمنية والدعم اللوجستي، ما يسهل عملية الحضور ويضمن سير الفعاليات في إطار ديمقراطي وشفاف.
كما لفتت الأندية إلى أن الغالبية الساحقة منها تتركز في محيط طنجة وتطوان، وهو ما يجعل تأمين حضورها وتوفير الموارد المالية أكثر ترشيدًا من خلال عقد الجمع في طنجة بدلاً من نقلها إلى جهة بعيدة.
ومع ذلك، حذرت الأندية من أن قرار نقل الجمع إلى مدينة أخرى سيكلف العصبة والأندية مبالغ إضافية تزيد الضغوط المالية على بعضها، خصوصًا في ظل الإمكانيات المحدودة التي تشكو منها العديد من فرق العصبة.
هذا الجدل يكشف عن خلافات جوهرية في الرؤية بين إدارة العصبة وبعض الأندية، وسط مطالب متزايدة بإعادة النظر في المكان وإعادة الأمور إلى نصابها حفاظًا على المصداقية والشفافية، على أمل أن تسفر الأيام القليلة المقبلة عن قرار واضح وحاسم يُهيئ الأجواء لانتخابات نزيهة ومُنظمة.
في انتظار ذلك، تظل قضية مكان انعقاد الجمع العام الانتخابي محور اهتمام كبير يعكس التحديات التي تواجه الهيئات الرياضية المحلية في بلورة إدارة شفافة ومسؤولة تخدم تطلعات الأندية والرياضيين على حد سواء.