ميناء طنجة المتوسط.. مركز اقتصادي استراتيجي يعزز التجارة البحرية في المغرب
أكدت صحيفة ABC الإسبانية أن ميناء طنجة المتوسط بات يحظى بأهمية استراتيجية متزايدة في حركة التجارة البحرية، حيث استطاع في السنوات الأخيرة جذب جزء كبير من النشاط التجاري الذي كان يمر عبر ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني.
يقع ميناء طنجة المتوسط على بعد 45 كيلومتراً من مدينة طنجة، ونجح في أن يصبح أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسط من حيث حجم المناولة خلال الثلاث سنوات الماضية، وهو إنجاز يعود إلى الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس الذي أطلق المشروع عام 2007 بهدف جعل المغرب منصة محورية للتجارة العالمية.
تشير الأرقام إلى أن ميناء طنجة المتوسط تعامل في عام 2024 مع نحو 142 مليون طن من البضائع و10.2 مليون حاوية، مقابل 103 ملايين طن و4.7 ملايين حاوية في ميناء الجزيرة الخضراء، مع توقعات بتوسع الفجوة بشكل أكبر في المستقبل.
يستفيد ميناء طنجة المتوسط من عدة مزايا تنافسية تشمل انخفاض تكاليف التشغيل وعدم الخضوع للرسوم البيئية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على موانئ الضفة الشمالية للمتوسط، والتي قد تصل إلى 150 ألف يورو لكل سفينة.
ويطمح المغرب إلى توسيع هذا النجاح عبر مشروع ميناء «الناظور ويست ميد» على الساحل الأطلسي، والذي يقع على بعد 50 كيلومتراً من مليلية، باستثمارات تتجاوز 700 مليون يورو، ومن المتوقع بدء تشغيله بين نهاية 2026 وبداية 2027، مما يعزز موقع المغرب كأحد المحاور الحيوية للتجارة البحرية العالمية.
يمثل ميناء طنجة المتوسط نقطة محورية في استراتيجية المغرب لجذب التجارة الدولية وتكريس موقعه كمركز لوجستي وتجاري إقليمي، ما يعكس الطموح المغربي في تعزيز مكانته الاقتصادية عبر نافذة البحر.
