شواطئ طنجة تحت شعار “بحر بلا بلاستيك”: نموذج مبتكر للتوعية البيئية والمسؤولية المجتمعية
يشهد الشاطئ البلدي بمدينة طنجة هذا الصيف نشاطاً مجتمعياً وبيئياً متميزاً، من خلال برنامج “شواطئ نظيفة” الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بالتعاون مع شركاء محليين مثل فضاء لوان سي إف والمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي يتيح المساحات اللازمة لإقامة الفعاليات.
تأتي المبادرة التي تحمل شعار “#بحر_بلا_بلاستيك” في إطار تحويل تجربة الاصطياف من مجرد ترفيه إلى فرصة لترسيخ ثقافة المسؤولية البيئية والعمل الجماعي للحفاظ على نظافة وسواحل المدينة وجمالها الطبيعي، مع التركيز على التهديد الذي يمثله البلاستيك على الحياة البحرية.
ولم تقتصر الأنشطة على حملات التنظيف التقليدية، بل تجاوزتها إلى مبادرات مبتكرة تستقطب مختلف الفئات العمرية. من أبرز هذه الفعاليات مسابقة “جمع زبيلة وخذ ربحة”، التي تحفز الأطفال والمصطافين على جمع النفايات مقابل جوائز تشجيعية. كما نظمت مباريات لكرة القدم الشاطئية تجمع بين التوعية بالبيئة والرياضة، تزامناً مع الاستعدادات الرياضية الكبرى التي تستضيفها المملكة، مثل كأس أمم إفريقيا وكأس العالم.
ولعب الفن دوراً محورياً في نشر رسالة التوعية، إذ تم تنظيم ورشات “إعادة التدوير الفني”، حيث يقوم الأطفال بجمع وفرز النفايات وتحويلها إلى أعمال فنية إبداعية، ما يعزز لديهم وعي الفرز وأهمية إعادة الاستخدام، مع تعليم الأطفال دلالات ألوان حاويات الفرز: الأصفر للبلاستيك، الأزرق للورق، الأخضر للزجاج، والأحمر للمعدن.
كما أولت المبادرة اهتماماً كبيراً بالجوانب الإنسانية، عبر تخصيص فضاء مجهز لاستقبال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير المساعدة اللازمة لهم للوصول إلى مياه البحر والاستمتاع بوقت آمن. إلى جانب مركز للإسعافات الأولية مع طواقم مدربة للتعامل مع أي حالات طارئة كالإنقاذ من الغرق أو الإصابات.
وفي إطار تعزيز السلامة، أُقيمت دورات تكوينية مصغرة في الإسعافات الأولية والسلامة الطرقية، استهدفت المصطافين والأطفال، لتزويدهم بالمهارات المعرفية اللازمة للتدخل السريع أثناء الطوارئ حتى وصول فرق الإنقاذ.
تهدف هذه الجهود إلى تجاوز تنظيف الشواطئ فقط، وتمكين الأطفال والمصطافين من تبني سلوكيات مسؤولة تحافظ على هذا الفضاء العمومي الهام، ليظل نظيفاً وجميلاً للجميع.
من خلال هذه المبادرات المتكاملة، تحولت شواطئ طنجة إلى نموذج حي يجمع بين الترفيه الهادف، والتوعية البيئية، والمسؤولية المجتمعية، مؤكدة أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة يمكن تحقيقها بروح التعاون والإبداع.