الأربعاء, شتنبر 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةمال و أعمالمحور لوجستي جديد بين الصين و أفريقيا يعيد رسم خريطة التجارة .....

محور لوجستي جديد بين الصين و أفريقيا يعيد رسم خريطة التجارة .. طنجة المتوسط بوابة المغرب العالمية

محور لوجستي جديد بين الصين و أفريقيا يعيد رسم خريطة التجارة .. طنجة المتوسط بوابة المغرب العالمية

في مشهد جيو اقتصادي جديد يؤكد صعود المغرب كمركز إقليمي وعالمي استراتيجي، يشهد ميناء طنجة المتوسط تحولا نوعيا يعزز مكانته كبوابة رئيسية للربط بين القارات. إذ أطلقت الصين مؤخراً ممراً لوجستياً مبتكراً يجمع بين السكك الحديدية والنقل البحري، يربط بين قلب آسيا في تشنغدو إلى شمال المغرب عبر طرق جديدة تمر بكازاخستان وأوروبا، وصولا إلى إفريقيا عبر ميناء طنجة، في رحلة اختصرت زمنها من 35 إلى 20 يوماً فقط.

مشروع طموح

هذا المشروع الطموح، الذي جاء نتيجة شراكة متعددة الأطراف مع مجموعة DPD الفرنسية وعدد من الفاعلين الأوروبيين والصينيين، أحدث نقلة نوعية في شبكة التبادل التجاري العالمية. ومن الملفت أن ميناء طنجة أصبح الأول من نوعه في إفريقيا الذي يرتبط مباشرة بـ”China-Europe Express” في شبكة “الحزام والطريق” الصينية، ما يمنح المملكة نفوذا لوجستياً استثنائياً يمكنها من بناء جسور بين آسيا وأوروبا وأفريقيا على حد سواء.

هذا الربط الاستراتيجي ليس محصوراً في تسهيل حركة البضائع فقط، بل هو علامة واضحة على توجه المغرب التنموي في تنويع شركائه الاقتصاديين وتعزيز سيادته اللوجستية عبر تكامل بنيته التحتية الوطنية مع ممرات عابرة للقارات. فقد بات للمملكة، بفضل موقعها الجغرافي المتميز القريب من أوروبا بمدة لا تتجاوز نصف ساعة من مضيق جبل طارق، وصلة بحرية مع أمريكا تمتد لخمسة أيام فقط، أولوية فريدة في سوق يتسم بالتعقيد والبحث عن بدائل لسلاسل الإمداد التقليدية.

لا يقتصر التأثير على البعد التجاري فحسب، بل ينسجم هذا الإنجاز مع السياسة الصينية التي ألغت الرسوم الجمركية على منتجات 53 دولة إفريقية، من بينها المغرب، ليفتح هذا آفاقاً جديدة للمصدرين المغاربة ويتيح لهم استهداف سوق صيني ضخم يضم 1.4 مليار مستهلك ويستورد سنويًا ما يفوق 186 مليار دولار من المنتجات الغذائية وحدها.

صناعيا

على المستوى الصناعي، يعكس هذا الربط الجديد قوة المغرب كأكبر منتج للسيارات في إفريقيا خلال عقد ونصف، ويعزز مكانته كبنية تحتية لوجستية متطورة، تعتمد على مشاريع استراتيجية مثل “الواجهة الأطلسية” وميناء الداخلة، مما يؤسس لمرحلة متقدمة من التكامل الاقتصادي والتجاري على المستويين الإقليمي والدولي.

وبينما تستعد قطاعات التصدير لاستغلال الممر الجديد نحو آسيا، ترسم هذه التطورات صورة لمغرب الطموح الذي يثبت جدارته كمركز لوجستي عالمي، يربط بين الشرق والجنوب، ويعيد الاعتبار لمنطقة المتوسط كبوابة تجارية حيوية متجددة في قلب العالم.

في النهاية، إن التحول الذي يشهده ميناء طنجة المتوسط يعبر عن رؤية استراتيجية متقدمة للمغرب في إدارة ملفاته الاقتصادية والتجارية، التي تضعه في موقع تفاوضي قوي ومتميز على الخريطة العالمية، تأكيدا على استقراره السياسي وكفاءته اللوجستية وقدرته على استباق التحديات في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات