جدل واسع حول صفقة السكرتارية الطبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة: بين إدارة الموارد البشرية وتدبير اللوجستيك
شغلت صفقة تدبير خدمات السكرتارية الطبية في مؤسسات جهة طنجة تطوان الحسيمة الرأي العام ومختصي قطاع الصحة، بعد إطلاق مديرية التجهيزات والصيانة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية طلب عروض دولياً بقيمة تقديرية تصل إلى 24.2 مليون درهم.
الصفقة، المسجلة تحت رقم 81/2025/2، من المقرر فتح أظرفها في 22 سبتمبر الجاري بمقر خلية تنسيق الصفقات بالرباط، وتشمل التعاقد مع وسيط خارجي لتوفير الكوادر البشرية المكلفة بالسكرتارية الطبية في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية بالجهة.
وتفرض الوثائق الرسمية على المتقدمين إيداع ملفاتهم إلكترونياً عبر البوابة الوطنية للصفقات العمومية، مع تقديم ضمان مؤقت قيمته 245 ألف درهم، ما يعكس جدية المنافسة وإجراءات شفافية ناظمة للعملية.
إلا أن إسناد هذه الصفقة إلى مديرية التجهيزات والصيانة، التي تتخصص غالباً في مجال التجهيزات الطبية والأشغال التقنية، أثار انتقادات مستمرة من مهنيين ومستخدمين إداريين. حيث اعتبر هؤلاء أن تعاطي الوزارة مع المستخدمين الإداريين كأنهم “خدمات لوجستية” أو مجرد “معدات” يشبه إدراج الحواسيب أو أجهزة المختبرات في دفاتر المشتريات، دون الأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء يشكلون ركيزة أساسية في سير المرفق الصحي.
يرى النقاد أن هذا المنطق في إدارة الموارد البشرية بتوظيف حلول مناولة قصيرة الأمد يتنافى مع الحاجة إلى استقرار مهني وتأهيل دائم للكفاءات الإدارية، مما ينعكس بالسلب على جودة الخدمات الصحية المُقدمة للمواطنين ويزيد من هشاشة أداء المؤسسات الصحية.
بناءً عليه، يدعو المختصون إلى إعادة النظر في صيغة تدبير الموارد البشرية داخل قطاع الصحة، بالتركيز على استدامة التوظيف وتثبيت الأطر الإدارية التي تلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز رضا المرضى بمؤسسات جهة طنجة تطوان الحسيمة.
