الأربعاء, شتنبر 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةصحةالباراسيتامول والإيبوبروفين: لماذا قد تسرّع مضادات الألم مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

الباراسيتامول والإيبوبروفين: لماذا قد تسرّع مضادات الألم مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

الباراسيتامول والإيبوبروفين: لماذا قد تسرّع مضادات الألم مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

نشرت دراسة علمية مهمة في 25 أغسطس 2025 في مجلة Nature، كشفت الآثار المقلقة على الصحة العامة العالمية نتيجة تناول مضادات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين مع المضادات الحيوية. تشير الدراسة إلى أن استخدام هذه العقاقير معًا قد يساهم في تسريع تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة.

مقاومة المضادات الحيوية: تهديد عالمي يقتل أكثر من مليون شخص

في عام 2019، بلغ عدد الوفيات الناتجة عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية حوالي 1.27 مليون حالة وفاة حول العالم. ومنذ سنوات، حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من تزايد قدرة البكتيريا على مقاومة تأثير المضادات الحيوية، وهو تحدي صحي عالمي يتطلب اهتمامًا فوريًا.

دراسة جامعة جنوب أستراليا تكشف دور الباراسيتامول والإيبوبروفين في الأزمة

أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة جنوب أستراليا ونشرت في Nature، أن مضادات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين تُستخدم بكثرة لتخفيف الآلام المرتبطة بالحمى أو نزلات البرد أو ألم البطن، لكن استخدامها بالتزامن مع المضادات الحيوية قد يزيد من حدة مقاومة البكتيريا للعقاقير.

كيف تُسرع مضادات الألم تطور مقاومة البكتيريا؟

اختبرت الدراسة تأثير الباراسيتامول والإيبوبروفين مع مضاد حيوي شهير يُدعى سيبروفلوكساسين على بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli). وأظهرت النتائج أن تعرض البكتيريا للسيبروفلوكساسين مع هذه مضادات الألم أدى إلى زيادة في الطفرات الوراثية للبكتيريا، مما سمح لها بالنمو بسرعة أكبر وتطوير مقاومة شديدة للمضاد الحيوي.

أوضحت البروفيسورة هينريتا فينتر، المشاركة في البحث، أن الباراسيتامول والإيبوبروفين يعملان كعوامل مسهلة للطفرات البكتيرية، مما يجعل بكتيريا الإشريكية القولونية مقاومة للغاية ليس فقط للسيبروفلوكساسين، بل أيضًا لأنواع أخرى من المضادات الحيوية، وهذا يسهم في تسريع تفاقم مشكلة مقاومة البكتيريا.

الاستخدام المفرط يعد عاملًا محفزًا لمقاومة المضادات الحيوية

أشارت البروفيسورة هينريتا فينتر إلى أن المضادات الحيوية كانت لفترة طويلة أساسية لعلاج الأمراض المعدية، لكن الاستخدام المفرط وغير الصحيح لهذه الأدوية أدى إلى زيادة خطيرة في البكتيريا المقاومة للعقاقير على مستوى العالم.

وحذرت من ضرورة التدقيق في مخاطر تناول أدوية متعددة معًا، خاصة لدى كبار السن الذين قد يوصف لهم عدد كبير من الأدوية لأمراض مختلفة. وأكدت الدراسة أن هدفها ليس منع استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، بل تنبيه المجتمع الطبي والعام إلى تأثيرات غير معروفة قد تزيد تعقيد مكافحة مقاومة المضادات الحيوية.

توقعات قاتمة لمستقبل مقاومة المضادات الحيوية

تشير دراسة أخرى صدرت في سبتمبر 2024 بمجلة The Lancet إلى أن العدوى الناتجة عن بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية قد تسبب وفاة 39 مليون شخص حول العالم بحلول عام 2050. وفي فرنسا وحدها، يُتوقع أن يموت 238,000 شخص بسبب مضاعفات مقاومة المضادات الحيوية بحلول نفس العام، وفقًا لوزارة الصحة الفرنسية التي تحذر من الاستخدام المفرط وغير الصحيح للمضادات الحيوية، مما يسهم في نمو وانتشار البكتيريا المقاومة.

خلاصة

يُظهر البحث الأخير أهمية وضرورة توخي الحذر في استخدام مضادات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين مع المضادات الحيوية، لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتسريع مقاومة البكتيريا. من الضروري تعزيز الوعي الصحي حول الاستخدام الصحيح لهذه الأدوية وحصرها حسب الحاجة الفعلية لتجنب تفاقم أزمة صحية عالمية تهدد حياة الملايين في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات